تتميز الشعوب العربية على غرار اقطار العالم بانظمة حكم لا تعترف بالتغيير و التجديد و تداول السلطة و مواكبة ما يشهده العالم من تقدم سياسي و ديمقراطي منح لمعظم الشعوب استقرار سياسيا ارخي بظلاله على الاداء الاقتصادي و النمو الاجتماعي ... بينما الانظمة العربية الديكتاتورية فهمها الوحيد هو الخلود على كراسي الحكم و لو على حساب مستقبل شعوب باكملها .
... انطلق قطار ثورة الشباب العرب من دولة صغيرة المساحة و قليلة السكان قابعة في اقصى الشمال الايفريقي .. تونس دلك الجزء الدي لا يتجزء من المغرب العربي .. تخلصت في اواسط الخمسينات من حكم استعماري فرنسي لتسقط في يد طاغية -- لحبيب بورقيبة -- شهد معه الشعب التونسي على مر 30 سنة كل اشكال الديكتاتورية و القمع الوحشي و الانفراد بالسلط لينتهي به الامر اثر انقلاب ابيض على يد تلميده المدعو -- زين العابدين بن علي -- الدي اعطى ابرز مثال للديكتاتورية العصرية و الضرب في الخفاء .... زين العابدي بن علي حكم البلاد بقبضة من حديد اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا لسنوات .. ليتزوج الطاغية من طاغية .. ليلى الطرابلسي .. التي استطاعت و عائلتها بسط سيطرتها على كل القطاعات الاقتصادية الحيوية لتونس .... ضااااااق التونسيون درعا فانتفض الشعب و ثار المظلومون و صرخ المقموعون باعلى صوتهم ... فليسقط بن علي .. فلتسقط الطرابلسي .. فليسقط اللوبي البن علاوي و الطرابلسي ... و من طاقة له بشعب ثائر .... ليفر بعد ان توصل الى ان سلطانه قد زال .. و سقط في 14 من يناير احد اعظم الديكتاتوريين العرب سقوطااا مدويااا زلزل العالم العربي و دق جرس الاندار في كل القصور الرئاسية الاخرى ..... سقط بن علي ..... تحررت تونس .... سقط ديكتاتور .... في سيناريو درامي مثير زرع بدرة امل في كل الاقطار العربية و زرع درة خوف و ترقب في قلب كل ديكتاتور ....
من تونس انطلق قطار عواصف الثورة ليحط في قلب العالم العربي -- مصر -- ... شعب كبير يحكمه ديكتاتور اخر اسمه -- حسني مبارك -- مند 30 سنة ... شباب 25 يناير استلمو المشعل من شباب تونس ... و خرجوا الى الشوارع ... انتفضوا ... صرخوا .... نادوواااا بالحرية ..... بالكرامة ... بالعدالة الاجتماعية ... و هتفوووااا بالعبارة الشهيرة -- الشعب يريد اسقاط النظام -- نظام حكم استبدادي احكم قبضته على البلاد .... انتفضت مصر ... صرخ المصريون ... ليهز صراخهم عرش الديكتاتور ... ليخرج نائبه في 11 فبراير و يعلن تنحيه ... ليسقط ديكتاتور اخر .. و يتحرر شعب اخر .... سقط حسني مبارك ... تحررت مصر و شعبها .. و انضموا الى تونس لبناء مستقبل مشرق .
الثورة .. الثورة .. الثورة .... من تونس نحو مصر في خيانة واضحة للجغرافيا .. لكن دلك النهر الجارف لم يطق المعاناة الصامتة لشعب مستعبد .. محاصر ... يحكمه اكبر ديكتاتوري العرب و العالم ... معمر القدافي .. 42 سنة ... نظام متجدر و متغلل في الجماهيرية الليبية و جعل ليبيااااااا ارضا اقطاعية كبيرة ... شعبها عبيد عند السيد .. و ما ادراك ما داك السيد ... معمر القدافي ... سلطان لا زال يعيش في لباسه الفرعوني و عرشه الدهبي و قلعته المحصنة ... انتفض قلة من سجن ليبيا في خجل .. سرعان ما تحول الى انتفاضة كبرى ... لشعب لم يعرف في تاريخه معنى كلمة الحرية .... سقطت مدن شرقية ... لم تلبث ان تلتها اخرى غربية ... سرعان ما التحمت القبائل بالشعب الثائر تم توالت الانشقاقات في صفوف الجيش و الاجهزة الدبلوماسية و في عائلة القدادفة نفسها ... ليهتز عرش الطاغوت و الجبروت و ليضرب زلزال عنيف قصر العزيزية معقل العقيد ... اصيب الحاكم الفرعوني العظيم بصدمة ... راى الحقيقة بام عينيه و لا يريد التصديق ... اصيب بضرب من الجنون كما يقال ... ليكشف عن وجه معمر السفاح ... قتل كل من يقف في وجهه بلا رحمة ... قتل شعبه رجالا ... نساءا ... شيوخا .. اطفالا ... حتى الرضع لم يسلموا من طغيانه ... لم يمهل الجرحى رمشة عين لتلاوة الشهادة ...هدا جزاء شعب لم يرد سوى حرية مشروعة و عيشا كريما في نظر القدافي الدي حول ارضه الاقطاعية الى نار حمراء و الى بقعة دم كبيرة على خريطة العالم ...
ليبياااا تصرخ ... ليبياااا تموت .... ليبيااااا تستنجد
يااااااااااا الله ....... يااا الله ....... يا الله ...... يااااااااااااااا الله
