على امتداد شهر ونصف تقريبا عاشت تونس ومصر نفس الأوضاع، وكللت ثورة
تونس بالنجاح في خلع الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وعلى نفس المنوال
نسجت الثورة الشعبية المصرية في إزاحة الرئيس حسني مبارك من رئاسة جمهورية
مصر العربية.
ومن الصدف أن كل ثورة قد عرفت تقريبا نفس السيناريو من
حشود جماهيرية تتزايد يوما بعد يوم وردود فعل "غبية" من النظامين، وصولا
إلى انتصار الثورة في كل منهما. وزاد ذلك في تمتين أواصر الصداقة بين
الشعبين التونسي والمصري مما دفع العديد من التونسيين إلى اقتراح فكرة
تنظيم مباراتين وديتين في تونس ومصر تكون عائداتهما المالية لعائلات
الشهداء من أبناء الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر. وذهب البعض أبعد من ذلك حيث اقتراح تنظيم تجمع كبير بين
نجوم الكرة في البلدين قبل بدء كل مباراة، وهي فكرة من شأنها أن تضمن
حضورا جماهيريا ضخما نظرا للشعبية الكبرى التي تعرفها كرة القدم في مصر
وتونس. وبالفعل، قام بعض مشجعي المنتخب التونسي بإيصال هذا
الاقتراح إلى المسؤولين في اتحاد كرة القدم التونسي أملا في تحقيقه في
القريب العاجل، لكن طبعا يبقى هذا رهنا بالظروف الأمنية، واستجابة الاتحاد
في كل من مصر والجزائر لمطالب الجماهير الثورية في كلا البلدين. ويبدو أن
الجماهير قد اكتسبت ثقة كبيرة في النفس بعد نجاح الثورة بحيث أخذت تتدخل
في كل شيء حتى في تنظيم مباريات كرة القدم.
مساهمات للمحترفين التونسيين وفي سياق متصل، أقدم العديد من اللاعبين المحترفين التونسيين في الخارج
بتأكيدهم استعدادهم اللامشروط لتقديم مساعدات مالية لعائلات الشهداء في
تونس، وقد اتصل العديد منهم بالإتحاد التونسي لكرة القدم لبحث الصيغ
القانونية وكيفية تسليم هذه المبالغ لعائلات الضحايا، ويأتي في مقدمة
هؤلاء اللاعبين محترف نادي هانوفر الألماني كريم حقي الذي هو أصيل محافظة
القصرين التي قدمت العديد من الشهداء خلال هذه الثورة، وكذلك مهاجم نادي
لونس الفرنسي عصام جمعة حمدي القصراوي حارس نادي لونس، وسامي العلاقي
المحترف بالدوري الألماني مع نادي ماينز بالإضافة إلى بعض اللاعبين الذين
طالبوا بعدم ذكر أسمائهم وفضلوا ملازمة السرية وعدم الكشف عن أسمائهم
ومساهماتهم.