لست من اهل السياسة ولكن ما حصل من أحداث
في العالم العربي واحتجاجات أقحمت الجميع فيها
وجعلتنا في حيرة أمام كل ما يدور من حولنا.
فهل ما حدث سينتهي ام هو طوفان عربي شرق
أوسطي سيغير خارطة العالم العربي ..؟
وهل ما سيحدث من إسقاطات بصالح الشعوب العربية
وبإرادتها فقط ام هناك مؤامرات حفية وأيدي
امتدت بطريقة حديثة وخبيثة ..؟
اليمن وليبيا على سبيل المثال لا الحصر قبائل
وطوائف الكثير منها يملك السلاح فهل ستجد
الديمقراطية والانتخابات الحرة طريقها في تلك
البلاد في حال سقوط النظام ام ستدخل في دوامة من
الفوضى لسنوات طويلة وتكون مطمع للأعداء ..؟
ومن المؤكد والطبيعي تأثيرها على دول الجوار بعدم
استقرارها فنحن مثلا في السعودية يهمنا جدا
استقرار اليمن ولاسيما بأن أحداث الحد الجنوبي
لازالت عالقة بالذاكرة وكان ذلك التهور والتطرف
من المرتزقة الحوثيين في وجود النظام والسلطة فكيف
الحال إذا سقط النظام أو وصل أحدا من تلك
الحثالة الحوثية الى كرسي الحكم في اليمن !
ولا ننسى ايضا اننا خسرنا حليف قوي للمملكة في
تلك الأحداث وهو الرئيس السابق حسني مبارك بغض
النظر عن نظامه الداخلي ..
ومن بوادر التغير الحاصل هو طلب إيران عبور
باخرتين حربيتين قناة السويس والموافقة عليها من
قبل مصر ولا احد يعلم مصير تلك البواخر ولا يخفى
على أحدا خطر إيران وتحركاتها وعلاقاتها مع سوريا
وحزب الله في لبنان , ولو كان حسني على رأس الهرم
المصري لم يتم الطلب من إيران أبدا .
فكانت مصر دائما حليف قوي للسعودية وتوافقها في
كل قراراتها فهل ستبقى كذلك ام ستنقلب الأمور
ويصبح صديق اليوم عدو الغد ..؟
ولا نعلم من من الأصدقاء سنخسر ومن من الاعداء سيظهر
نحن في العالم العربي عامة والخليج خاصة مطمع لكثير
من الأعداء باختلاف أهدافهم فمنهم المادي
ومنهم الديني فهل ستكون الشعوب العربية عونا لهم
في الإطاحة بالأنظمة العربية وتسهيل المهمة لهم
لنجد أنفسنا أمام تقسيمات جديدة
وعودة للمستعمرات من جديد ..؟
على هامش تلك الأحداث وما انا فيه من حيرة زادتني
قناة الجزيرة حيرة فمن المفترض بكل قناة إخبارية
ان تكون محايدة وتنقل الحدث كما هو وتقدم
للمشاهد جميع الأطراف ووجهات النظر المختلفة
وهذا من خلال متابعتي لأحداث مصر تحديدا لم أجده
فتجاهلت كل الأطراف المؤيدة للرئيس حسني ولا احد
ينكر وجودها حتى ولو كانت قليلة وركزت على
المعارضين والمُحتجين وساهمت بشكل كبير في نجاح الثورة
بل وعلى مسمع من الجميع نعتت الرئيس السابق
بالطاغية والفرعون !
والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا كل ذلك هل هو إيمان
منها بالثورة ام لها مصالح خاصة ولمن تعمل هذه
القناة إذا كان لها مصالح تسعى لتحقيقها ..؟
الغريب في الامر ارتياح الكثير من الشباب على
مُختلف جنسياتهم من هذه الاحداث والإشادة بها ..
ما سبق مشاعر مواطن عربي يراقب ما يحدث بكل حيرة
وخوف من القادم المجهول وما ستؤول عليه الأمور
ولجهلي بكل ذلك فانا بحاجة لكم لنفي او اثبات
كل ما ذكرته ..
تحياتي ..