خلف أسوار المجد نقتتل .. من أي باب سندخل ؟
فتن كقطع الليل أزرت بأمتنا الجريحة .. الأمة التي تعاني من قسوة الأعداء .. وظلم الأصدقاء .. وتنكر الأبناء ..
ما يحدث اليوم من فتن في بلادنا العربية التي تفصلنا عنهم الحدود الجغرافية .. ولا تفصلنا عنهم وحدة قد أقامها الله أضاءت للأبد .. وتسامت بشعار ( قل هو الله أحد ) .. تجعلنا نعيش واقع محموم من القهر في قلة الحيلة لنصرة أهلنا في أراضي ينادى فيها بحي على الصلاة .. يعتصرنا الألم ونحن نشاهد ونسمع مآسي إخواننا في كل مكان لنهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان لنا هجانا .. فالعيب ليس بالزمان وإنما أصل العيب منا وفينا .. ومن لنا إلا الله تعالى في تبديد الظلام .. وسيادة الأمن والسلام والوئام .. ومن لنا بعد الله إلا فرقة .. وتنافر واختلاف وتعصب وانغماس في ملذات الدنيا عن تسخيرها من أجل دنيا أخرى ننعم فيها بالأمان والسلام للأبد
مالنا في هذه الدنيا سوى
غارة العادي وجحف المحتكم
ربي هل قدرت أن لا ينجلي
ما أصاب الشرق من خطب عمم ؟
أيها التاريخ .. لا تعتب علينا .. فقومنا ماتت فيهم الضمائر .. يتلقون قضايانا .. مآسينا .. كما تلقى الطرائف والنوادر .. قد لممنا شتاتنا .. وجمعنا عدتنا وعتادنا ..هناك .. خلف أسوار المجد .. لكنا نقتتل .. من أي الأبواب سندخل .. وعجبا كيف نقتتل ؟ .. وللمجد باب واحد .. عرفه أسلافنا بالسيف والقلم .. وغشيت عنه أبصارنا ونحن في عصر العولمة والسرعة .. وجاء التعتيم والتضليل بين أظهرنا .. لأننا سطرنا مآسينا .. متفرجين .. ورفعنا شأن الأقزام .. أو فينا أنصار سلام ؟
أسلام أن تغرق عروس المجد في بلاد الوحي على أمل لقيا فارس أحلامها المنقذ في الرمق الأخير وسط شماتة الأعداء وشفقة الأصدقاء .. ليموت أهلها قبل أن تقام حفلة عرسها الذي ظل أبد الدهر مزهوا بفرحة فرسان .. متشدقين .. ضاحكين مستبشرين .. هم والله على أنقاضها ناعقين .. ولمأتمها ماشين شاهدين !!
أسلام أن يعم الفساد في البلاد وتتأجج نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ليهلكوا الحرث والنسل .. يسرقون .. يغصبون .. لأنفسهم يقتلون .. في زمان الرعب ظلوا يصرخون .. أين منا المسلمون ..
عازف يسلبه اللهو صوابه
يحسب المجد على ثغر ربابة
وغني يبتني قصرا ولا يملك بابه
وفقير .. يسرق اللقمة من ثغر ذبابة
هؤلاء المسلمون .. هم من بنصر الله سينصرون .. وكيف سينصر المسلمون المسلمون .. وهم في كنف الدنايا عاكفون .. والليل غاب عن العيون .. والحور والجنات صارت كالظنون .. أ تصدقون .. أنا نموت ويهدم الجبار ناصية السنين !
لن يصلح أمر هذه الأمة .. إلا بما صلح به أولها .. وهل نعلم أولها لكي نسلكه ونعلن النصر صفعة في وجه البغاة ؟ والعجب كل العجب أنا درسناه .. عرفناه .. حفظناه .. لكننا ما وعيناه لنتخبط خبط عشواء في تمجيد أسلافنا الأبطال .. ونغض الطرف عن واقع محموم نقف أمامه متفرجون .. قد نقتتل .. لا من أجل تخليد المجد الغابر واستمراريته .. لكن من أجل البحث عن السرداب .. لنصل إلى الباب .. انه باب النصر .. وأي نصر .. قد يكون من أجل - لعبة - القدم !! .. أو أغنية تذاع في القنوات .. أو الخوض في مواضيع تخص المذاهب والقيم .. وننسى مجدنا السليب .. نكأه عباد الصليب !!!
فمن أي الأبواب سندخل ؟
يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا
أوما لنا سعد ولا مقداد
نامت ليالي الغاصبين وليلنا
أرق يذيب قلوبنا وسهاد
سلت سيوف المعتدين وعربدت
وسيوفنا ضاقت بها الأغماد !
ياليل أمتنا الطويل متى نرى
فجرا
تغرد
فوقه
الأمجاد ؟
الرد باقتباس