ياسر
عدد المساهمات : 188 تاريخ التسجيل : 18/05/2010
| موضوع: الجمال....... الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 2:37 pm | |
| الجمال مقصود في أصل الخلق الجمال سمة واضحة في الصنعة الإلهية , فحيثما إتجهت ببصرك فثمة هناك ما يجذبك فينعشك , أو ينبهك فيدهشك , فالجمال موجود و الجمال أصل في الكون ويسير معنا في التيار فهو غير مرئي إلا لمن ينتبه له , فالجمال فينا ومن حولنا يظهر ذلك باستيقاظ النفوس لترى هذا الجمال , والقرآن يدعونا لذلك بإشاراته الإبداعية في آياته القرآنية , وصوره الجمالية في سوره القرآنية . تأمل الليل الهادي وصفاء السماء وتلألؤ النجوم , تأمل القمر وضياءه الفضي ينساب في كل الجنبات , تأمل الشمس وإشراقاتها وهي تلامس خيوطها الذهبية تلك اللآلئ البراقة من الندى , تأمل الورود وهي تتفتح عن ألوانها وأريجها , وعن تلك الفراشات السابحة , وعن خرير المياه المتدفق الرقراق وانسياب الأنهار . كيف تتهادى وسط النجوم ؟ تأمل خيوط الحرير , وصلابة الصخور والإنسان المتأمل , ترى الإعجاز في الكامن والكائن , والقرآن الكريم يسجل هذه اللحظات الجمالية لبديع صنع الخالق في قوله تعالى : (الذي أحسن كل شئ خلقه) (السجدة7). إن عنصر الجمال لمقصود قصدا في هذا الوجود , فإتقان الصنعة , يصل إلى حد الجمال , (فالكون يدور على ساعة منضبطة على أجزاء من الثانية فكل الكائنات من الذرة إلى المجرة لها دوراتها وحركاتها المحسوبة , وكل الأنفس لها أنفاسها المعدودة , وهي في تسبيحها تسبح وتسبح لمبدعها وخالقها من خلال إيقاعاتها الخاصة مستمدة أنشودتها من الأنشودة الكونية الخالدة ومن خلال الإيقاعات الجمالية الصادرة منها) . الجمال في الكون : يتحدث القرآن عن السماء لا ينفي الخلل فحسب إنما يتحدى الناظرين , بل وتكرار النظر زيادة في التحدي وتأكيد للرؤى الفنية النقدية , يقول تعالى : (الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور , ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير) (الملك 3-4) . ويسجل القرآن عملية التزين في قوله تعالى : ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين) (الملك/5), فالزينة مقصودة بالمصابيح , وقد تكرر هذا التزين في قوله ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج) (ق/ 6) , وفي قوله : (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين) (الحجر/16) , وفي قوله تأكيدا للقصد الجمالي في الخلق : فقظاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) (فصلت/ 12) , وفي قوله تعالى : (أنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ماكان لكم أن تنبتوا شجرها ..) . فالبهجة مقصودة , إذ هي الوصف المخصص هنا , فالإنبات لم يكن للحدائق وحسب وإنما للحدائق ذا بهجة . الجمال في الإنسان : المرحلة الأولى من الجمال هي التسوية والتعديل , فعدم الخلل وعدم النقص هو الحد الأدنى من الجمال ويلفت النظر إلى هذا بلغة هادئة توقظ الحس وتحفز المشاعر في قوله تعالى : (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم , الذي خلقك فسواك فعدلك) (النمل6-7) . أي جعلك مستقيما معتدل القامة منتصبا على أحسن الهيئات والأشكال ., قال تعالى (الذي خلق فسوى) (الأعلى/ 2) أي خلق المخلوقات جميعا فأتقن خلقها وأبدع صنعها في أجمل الأشكال وأحسن الهيئات . . ونلاحظ أن الفعل (صور) لم يستعمل في القرآن إلا في صدد الحديث عن الإنسان , وبأسلوب الخطاب له , وتخصيص الإنسان بأسلوب من الخلق وهو (التصوير). وقد أستخدم القرآن وسائل جمالية في تعامله مع الإنسان , والزينة المطلوبة في هذا الإنسان , فقد عدد القرآن الرياش والياقوت والمرجان واللؤلؤ في وصف الإنسان أو حور العين في قوله تعالى : ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ) (الأعراف/ 26) . (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان, فبأي آلاء ربكما تكذبان , كأنهن الياقوت والمرجان) (الرحمن 56-58) . (وحور عين , كأمثال اللؤلؤ المكنون) (الواقعة 22-23). (ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) (الإنسان 19) . فالجسن والجمال مقصود في الكون والإنسان والأشياء , والجمال مقصود في أصل البناء الكوني ينحو نحو الكمال والتعبير عن الكمال يكون عن طريق الجمال فلا صدفة في هذا الوجود فكل شئ خلق بقدر . | |
|