أمهل المجلس الانتقالي الليبي سكان "سرت" 48 ساعة لمغادرة المدينة
التي تواجه وضعاً إنسانياً مزرياً ويحتمي بها المئات من مقاتلي العقيد
الليبي الهارب، معمر القذافي، تزامناً مع تعهد الناطق باسم الزعيم الليبي
المخلوع، موسى إبراهيم، بأن فلول النظام السابق ستقاتل حتى النهاية.وقال
حسين التير، قائد ميداني من المجلس الانتقالي، إن القادة العسكريين
وافقوا، خلال اجتماع عقد ليل السبت، على إمهال سكان المدينة الساحلية
المزيد الوقت لمغادرتها قبل شن هجوم عسكري كاسح.
وأضاف: "سننفذ الهجوم الرئيسي عند التأكد من مغادرة معظم الأسر للمدينة، وهذا قد يستغرق على الأرجح عدة أيام."
وكان الآلاف من السكان قد لاذوا بالفرار هرباً من المواجهات
المسلحة، التي تصاعدت حدتها في الآونة الأخيرة، ويواجه المقاتلون
الموالون لقادة ليبيا الجدد مقاومة ضارية من قبل أنصار القذافي لإخضاع
"سرت"، بجانب "سبها" و"بني وليد" لسيطرة المجلس الوطني الانتقالي.
وتعمل الهيئة الدولية للصليب الأحمر لإدخال مساعدات طبية عاجلة
للمدينة، التي تعاني من وضع إنساني مزر، مع شح الإمدادات الغذائية
والمياه وانقطاع التيار الكهربائي. (
تفاصيل)
وفي الأثناء، أعلن موسى إبراهيم، الناطق باسم العقيد الليبي
المخلوع، دحر مقاتلي الانتقالي من "بني وليد"، قائلاً: "بني وليد تم
تطهيرها وجثث عصابات الناتو ألقيت في والوديان والجبال."
ودحض إبراهيم أنباء اعتقاله، في مقابلة أدلى بها لقناة "الرأي"
الموالية للقذافي التي تبث من سوريا، قائلاً إنه كان ضمن كتيبة مؤلفة من 24
شخصاً دخلت في مواجهات لمدة يوم ونصف يوم في "سرت."
وتعهد إبراهيم بأن أنصار القذافي بمواصلة أنصار القذافي القتال حتى النهاية: "لا نهاب القتال.. وسنقاتل حتى الشهادة."
وكانت تقارير متداولة قد تحدثت عن اعتقال إبراهيم، أبرز الوجوه
الممثلة لنظام القذافي قرب "سرت"، ويقدر الانتقالي الليبي وجود نحو 5 آلاف
من مقاتلي القذافي بالمدينة الساحلية، وتبعد 360 كيلومتراً شرقي طرابلس.
ونفى عبدالخالق، ناطق باسم المجلس الانتقالي تلك التقارير ووصفها بأنه "خدعة روج لها أنصار القذافي."
وعلى غرار القذافي، فإن إبراهيم متوار عن الأنظار، منذ سيطر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي على طرابلس في 23 أغسطس/ آب الماضي.